حل Singer للفقر العالمي

حل Singer للفقر العالمي
يعتبر Peter Singer، وهو استرالي الاصل، من اهم الفلاسفة في الاخلاق التطبيقية، وقد كان بزوغة من خلال مقالته بعنوان "الفقر والترف والاخلاق". في هذه المقالة يرى Singer بان الاغنياء لا يستطيعون تبرير صرفهم النقود على الاشياء المترفة في حين ان الفقراء يموتون من الجوع. هذه المقالة اثارت ضجة بين فلاسفة الاخلاق، لانه قد يعني بان الناس الذين يعيشون في دول غنية يعيشون حياة غير اخلاقية. في عام 1999، انتقل Singer الى الولايات المتحدة الامريكية للعمل كمحاضر في جامعة Princeton، ومن هنا بدات بعض الجماعات معارضة افكاره وتوجهاته.  
في قمة هذا الهجوم على Singer وافكاره، قامت صحيفة The New York Times بدعوته لتوضيح وجهة نظره حول واجبنا لمساعدة الآخرين، وقام بكتابة المقالة الموجودة في الرابط ادناه، وهي بعنوان "حل Singer للفقر العالمي" ونشرت في الصحيفة بتاريخ 5 سبمتمر 1999.
في هذا المقال يطرح الكاتب بعض الامثلة التي توضح اهمية خلق التوازن في العالم من خلال مساعدة الفقراء والتضحية من اجلهم لحفظ حياتهم. حيث بدا بمثال من الفيلم البرازيلي "المحطة الرئيسية"، عندما قام احد الاشخاص باقناع Dora لاستدراج احد اطفال الشوارع الى مكان معين لتسليمه الى عائلة غنية لتتبناه، وذلك مقابل 1,000 دولار والتي كانت بحاجتها لشراء تلفزيون جديد، ولكن عندما رآها احد الجيران اخبرها بان هذا الطفل يبدو كبيرا على التبني وانه يعتقد بان الطفل سيتم قتله وبيع اعضاءه. قضت Dora وقت صعب تلك الليلة، وقررت ارجاع الطفل في الصباح.
الدرس الذي يود ايصاله الكاتب من وراء هذه القصة، هو ان الناس سيلومون Dora لو قررت المضي قدما في قرارها واشترت التلفاز التي تريده، ولن ننتبه بان العائلة المتوسطة في امريكا تقوم بصرف ثلث دخلها على اشياء غير ضرورية بالنسبة لهم كاهمية التلفاز بالنسبة لـDora. الخروج للمطعم، وشراء ملابس جديدة لان القديمة لا تتماشى مع الموضة، والخروج في عطلات للبحر، هذه الاشياء وغيرها غير ضرورية لحماية حياتنا وصحتنا. هذه الاموال قد تعني الكثير بالنسبة لاطفال يعانون من الفقر والجوع، فهي كالفرق بين حياة وموت. وهنا لن يكون هناك فرق بين موقف Dora لو اتخذت القرار ببيع الطفل لتلبية احتياجاتها، وبين عدم قيامنا بالتبرع لانقاض حياة الاطفال الفقراء، فكلاهما ذاهب الى الموت.
مثال شيق اخر يسوقه الكاتب، وهذه المرة عن Bob الذي يقارب على التقاعد واستثمر جميع مدخراته في سيارة Bugatti للتمتع بها لبعض الوقت ومن ثم بيعها لتامين مستقبله، مع العلم بانه لم يقم بتامينها لارتفاع التكاليف. في يوم خرج Bob للمشي وترك سيارته بالقرب من السكه الحديدية، وعندما كان يمشي بالقرب من السكة، لاحظ بان القطار قادم مسرعا وان هناك طفل بعيد عنه في طريق هذا القطار، وهنا كان ذراع تغيير مسار القطار بالقرب من Bob ولديه القرار بتغيير مساره وتدمير سيارته التي تحمل جميع مدخراته المستقبلية او تركه على نفس السكة وقتل الطفل. قرار Bob كان ترك القطار على سكته وقتل الطفل.
من الوهله الاولى، الكثير منا سيلوم Bob على قراره، في حين ان جلنا نتخذ نفس القرار بابقاء القطار على سكته وقتل العديد من الاطفال حول العالم نتيجة الفقر وعدم التوزيع العادل للموارد. فكلما نقوم بصرف امولنا على اشياء غير ضرورية ونتجاهل الفقراء، فاننا نترك قطار الموت على سكة حياتهم ليقتلهم.
عندما قرات هذ المقال تذكرت بان الاسلام عندما جاء، كان هدفه الاول هو تتميم مكارم الاخلاق، وتم تعريف الاخلاق بانها "العدل والاحسان"، فالعدل ملخصه "حب لاخيك ما تحب لنفسك"، والاحسان بالبذل والعطاء والصدقات. هنا سالت نفسي: هل نقوم، نحن المسلمون، بتطبيق رسالة الاسلام في تتميم مكارم الاخلاق؟ هل لدينا رغبة فعلية في تحويل مسار القطار لحفظ حياة الاطفال الفقراء؟
لكم تمنيت بان يكون Singer عالم مسلم لتبسيطه لفكرة الزكاة "التبرع بمفهومه" وبيان اهميتها بطريقة شيقة ... لا اطيل عليكم اكثر .. واترككم مع المقال
فرج عبد الرحمن بومطاري



 http://www.nytimes.com/1999/09/05/magazine/the-singer-solution-to-world-poverty.html?action=click&module=Search&region=searchResults&mabReward=cserbias%3Aw&url=http%3A%2F%2Fquery.nytimes.com%2Fsearch%2Fsitesearch%2F%3Faction%3Dclick%26region%3DMasthead%26pgtype%3DHomepage%26module%3DSearchSubmit%26contentCollection%3DHomepage%26t%3Dqry589%23%2FThe+Singer+solution+to+world+poverty

تعليقات

  1. فاطمه بومبي3 مايو 2014 في 2:30 م

    شكراً على ترجمه ملخص للمقالة و على أفكارك فالموضوع

    ردحذف

إرسال تعليق