قصور قانون منع الربا في ليبيا


ان الاصل في المعاملات المالية، طبقا لديننا الحنيف، هو الاباحة الا ما منع بنص صريح، والتركيز في المعاملات المالية غالبا هو على مسالة الربا، نظرا لبعدها التاريخي الممتد الى ما قبل ظهور الاسلام، واعتبارها الاساس في معاملات المصارف التجارية الحديثة. وقد كثر اللغط حول الربا خلال السنوات الماضية، فمنهم من وجد لها التبرير من خلال اعتبار التحريم الوارد في القرآن الكريم هو بين اشخاص طبيعيين وليس اعتباريين كما يحصل في المصارف، وغيرها من التبريرات. ان هذه القضية صرفت الانظار عن بعض المعاملات المالية الاخرى والتي لا تقل اهمية عن مسالة الربا، مثل بيع الديون او بيع الدين بدين وغيرها من المعاملات المالية الاخرى والتي وجدت  المنظمات الدولية طريقها اليها وبدات في تقنينها، مثل ما يحصل في جمعية The International Forfaiting Association (IFA).
في 23 يوليو 2007 قامت جمعية  IFA بعقد ورشة عمل في مدينة طرابلس حول بيع الديون. وهذه الجمعية تم تاسيسها سنة 1999 وهي الاولى من نوعها في هذا المجال، وتضم في عضويتها العديد من المؤسسات المالية من عدة دول. حيث تم دعوة ممثلين عن المصارف التجارية في ليبيا، وكنت امثل المصرف التجاري الوطني في ذلك الوقت. ان ما لفت انتباهي هو الطرح المقدم من قبلهم وذلك من خلال سن اتفاقيات على مستوى دولي والسعي لاستقطاب اكبر قدر ممكن من الاعضاء، حيث وزعت علينا نماذج للعضوية وقامت احدى المصارف الصغيرة بتعبئة النموذج، وفي نفس اليوم وضعت تهنئة لهم بالانضمام للعضوية على موقع الجمعية بالانترنت. من هنا انتابتني بعض الشكوك حول طبيعة عمل هذه الجمعية واهدافها، وبدات البحث عن مدى تماشي الافكار المطروحة مع احكام الشريعة الاسلامية، وجدواها لمصارفنا التجارية، ووجدت ان بيع الديون والمعاملات المرتبطة بها ذات جدوى اقتصادية كبيرة، ولكن في المقابل تخضع لضوابط واحكام طبقا للشريعة الاسلامية.
انا هنا لست بصدد اخضاع معاملات بيع الديون للقياس الشرعي، ولكن اريد ان اوضح بان العالم من حولنا يحاول ادخالنا في معاملات مخالفة للشريعة الاسلامية مغايرة لموضوع الربا، مثل ما هو حاصل في جمعية IFA. وللاسف، عندما قام المؤتمر الوطني في ليبيا بسن قانون خاص بالمعاملات المالية الاسلامية، كان النتاج اصدار القانون رقم 1 لعام 2013 لمنع الربا فقط، ولم ينص على شمولية هذا القانون لمنع جميع المعاملات المخالفة للشريعة الاسلامية.

فرج عبد الرحمن بومطاري

تعليقات

  1. بارك الله فيك وجزاك خيرا على المقالة

    وارجو الاستمرار والدقة ومراجعة العلماء والمصادر الشرعية الاسلامية لاثراء هذا النوع من المواضيع

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
      مشكور اخي على التعليق ...

      حذف

إرسال تعليق